تأثير استضافة الأحداث الرياضية العالمية على الاقتصاد السعودي

في ظرف سنتين فقط، أصبحت المملكة العربية السعودية عاصمة للرياضة العالمية، كيف لا وهي تستضيف أهم وأكبر الاحداث الرياضية كرالي دكار وفورميلا إي والسوبر الايطالي والسوبر الاسباني وملاكمة العالم للوزن الثقيل وبطولة الشطرنج العالمية وكلاسيكو العالم بين الارجنتين والبرازيل وغيرها قادم في الطريق

واستضافة هذا الكم الكبير من الاحداث الرياضية لم يكن مصادفة بل وفق خطة عمل منبثقة من رؤية المملكة ٢٠٣٠، والتي تهدف لوضع المملكة في قلب الاحداث العالمية كمستضيف وكصانع ومحرك رئيسي لهذه الاحداث التي تؤثر ايجاباً على اقتصاد أي دولة

وبلغة الارقام التي لا تكذب دائماً فإن لاستضافة هذه الاحداث تأثيراً ايجابياً على الحركة الاقتصادية في المملكة، فعلى صعيد الحضور الجماهيري سجلت تلك الاحداث ارقاماً كبيرةً، حيث كان السوبر الإيطالي الأعلى حضورا من بينها بما يقارب ٦١،٢٣٥ الف مشجعاً ، فيما سجل حضور فورميلا أي في موسمه الأول عام ٢٠١٨ ما يقارب ال ٥٠ الف شخص وتضاعف الرقم في موسمه الثاني ٢٠١٩ بما يقارب النصف مسجلاً ٨٠ الف شخص، و مع هذه الاعداد الهائلة من الحضور الجماهيري فإنه لابد ان يكون هناك تأثيراً ايجابياً على الاقتصاد السعودي، وحسب ارقام الشركات المشاركة ووزارة الرياضة لموسم فورميلا أي ٢٠١٨ ، فقد تم تسجيل زيادة بنسبة ٩% في أعداد المسافرين على متن الخطوط السعودية (ديسمبر ٢٠١٨ مقابل ديسمبر ٢٠١٧) ، وزيادة بنسبة ٧%في عدد الوافدين الدوليين وشكل مطار الرياض منها  ١٧% ، وانعكس ذلك على الفنادق من فئة الأربع والخمس نجوم بنسبة تصل الى ٤٥% زيادة في نسبة الحجوزات وذلك مقارنة بديسمبر ٢٠١٨ مقابل ديسمبر ٢٠١٧ . والاحداث الأخرى سجلت أرقام عالية سواء رالي دكار أو الملاكمة أو الألعاب الأخرى التي لفتت الأنظار وجذبت الكثير من السعوديين والسياح

كما أن هناك أثر ايجابي انعكس على سمعة المملكة العربية السعودية كدولة مضيافة بشعبها وقيادتها وامكانياتها وتنوعها الجغرافي والسكاني الذي خلق لكل زائر تجربة فريدة بثقافة مختلفة ومميزة، عكست حقيقة السعوديين الطيبة التي غيبها الاعلام المعادي عبر تزييف الحقائق عن المملكة. لكن الرياضة كقوة ناعمة فضحت المتربصين واعطت الصورة الحقيقية عننا والتي ابهرت كل زائر لهذا البلد كما حركت الشوق في قلوب كثيرون لزيارة السعودية

بقي ان نقول بأن الاحداث الرياضية فوائدها ليست فقط مرتبطة بالرياضة، بل فيها فوائد اقتصادية وسياسية وتسويقية وترفيهية، كمان ان ثقافة التطوع وخلق الفرص الوظيفية ستكون متواجدة في مثل هذه الاحداث المهمة، ناهيك عن نشوء شركات صغيرة لخدمة انشطة متنوعة في هذا القطاع الحيوي الذي كان ومازال يحتاج كثير من الحراك الخلاق